أخبارثقافة

بـ “حطب سراييفو”.. الأدب الجزائري يصل أخيرا لإنجلترا

سعيد خطيبي ينهي قطيعة 15 سنة

صدرت، قبل أيّام، عن دار  بانيبال بوكس” في لندن، المختصة في ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية، رواية “حطب سراييفو” للكاتب سعيد خطيبي، باللغة الإنجليزية.

والعمل من ترجمة البروفيسور بول ستاركي، عميد كليّة الأدب العربي في جامعة دورهام العريقة، الذي سبق له ترجمة عدد من الكتّاب المهمّين.

ومن بينهم إدوارد الخرّاط، رشيد الضّعيف، صنع الله إبراهيم، ربعي المدهون وغيرهم، كما ترجم أيضاً بعض الكلاسيكيات، على غرار جورجي زيدان.

وجاء في كلمة النّاشر أن “حطب سراييفو” ترافع من أجل ذاكرة الآلاف من الضّحايا ومن مفقودي حربين داخليتين، شهدتهما الجزائر والبوسنة والهرسك في تسعينات القرن الماضي.

وقد عرفت الرّواية ذاتها منذ صدورها، نهاية 2018، تفاعلاً مهمّاً من طرف النّقاد وإقبالاً من طرف القرّاء، في الجزائر وخارجها، كما إنّها وصلت إلى القائمة القصيرة من الجائزة العالمية للرّواية العربية، وصدرت ترجمات لبعض من فصولها بالإسبانيّة.

هذه الرّواية التي صدرت في طبعات عديدة، في الجزائر ولبنان ومصر، تصل أخيراً إلى الإنجليزية، كي تعيد الأدب الجزائري إلى مكانته عند القارئ الأجنبي.

فمنذ ثلاثيّة أحلام مستغانمي التي ترجمت إلى الإنجليزية، قبل ما يربو عن خمسة عشرة سنة، لم تترجم رواية أخرى من العربية لأديب جزائري، فقد حصلت قطيعة دامت سنين، ويعيد الكاتب سعيد خطيبي ترميمها، متيحاً الأدب الجزائري مرّة أخرى في المكتبات البريطانية.

رواية الصدمة؟

“حطب سراييفو” التي وصفت بـ”رواية الصدمة”، تعود أحداثها إلى نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وهي في الواقع أكثر من رواية، كونها تشكّل بسردها المتنقل بين أكثر من مكان حالة إنسانية، وتأمّل في التّاريخ الوطني لبلدين: الجزائر والبوسنة والهرسك، وما يجمعهما من مشتركات تاريخية وثقافية وإنسانية،.

وبينما كانت سراييفو تخرج بتشوّهاتها وآلامها من حرب تدميرية شرسة وحصار قاسٍ طويل حوّلها إلى سجن مفتوح، كانت الجزائر تفوح منها رائحة الموت، بسبب حرب أهلية عبثية لم نجد لها معنى حتى اليوم.

تعكس رواية حطب سراييفو صورة بانورامية عامّة لحياة الناس في تلك الفترة الصعبة، حيث ننتقل مع سليم في حكاياته العربية وإيفانا في حكاياتها البوسنية التي تمنح الرواية اتساعاً في الرؤية، وإمكانية لتصوير العالم بطريقة مختلفة من خلال جيران إيفانا ومعارفها وقصص حبّها المبتورة من جهة، وحكاية سليم مع مليكة وقصّة حبّهما من جهة أخرى.

تكمن القيمة الأدبية لهذه الرواية الجريئة في ظلالها التاريخية، في أنها ليست عن صناعة الموت والحرب العبثية، بل عن النّاجين منها، عن “ما قبل وما بعد”.

تتبع الرواية مسارات وحيوات شخصيات وأجيال، بحثاً عن الهوية المعذبّة والشخصية الوطنية، فبطلا الرواية “إيفانا” الهاربة من البوسنة، و”سليم” الصّحافي الجزائري، سيجدان أنهما كبرا في هوية غير هويتهما الأصلية، وأن الحرب كانت سبباً في أن يعيدا النّظر في تاريخهما، وفي أصولهما.

حسان مرابط

 

 

اظهر المزيد

الوطنية

حسان مرابط محرر وصحفي مختص في الشأن الثقافي والفني بالجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى