قدم، مساء الخميس، العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي الطويل “ARGU “أو “أحلم” الناطق بالأمازيغية للمخرج عمر بلقاسمي، بقاعة ابن زيدون برياض الفتح.
وجرى العرض بإشراف من الوزيرة وفاء شعلال وبحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري أحمد راشدي والأسرة الفنية والإعلامية بقاعة ابن زيدون- برياض الفتح. مع تسجيل عودة محمد سيدي موسى المستشار الإعلامي للوزارة.
والفيلم من إنتاج مشترك بين المركز الجزائري لتطوير السينما(CADC)، ومؤسسة “أجونس فيزيال” بدعم من وزارة الثقافة والفنون.
ويحكي الفيلم ومدته 99 دقيقة، قصة “كوكو” شاب عشريني، يعيش في قرية في أعالي جبال منطقة القبائل مع والديه وشقيقته جورا.
في القرية، يُعامل كوكو على أنه “مجنون” بسبب اختلاف مظهره وسلوكه في نظر لجنة شيوخ القرية ووالده.
خلال إحدى التجمعات الأسبوعية في القرية، تقرر لجنة الحكماء أن يرسل كوكو بتواطؤ من والده إلى مصحة للأمراض العقلية. تصل الأنباء إلى شقيقه محمود مدرس الفلسفة في ثانوية بجاية والذي أصيب بخيبة أمل بسبب علاقة عاطفية سابقة في “دشرته”. هو اليوم غاضب من قرار اللجنة. وأثناء تواجده في القرية، يقود محمود كفاحًا يوميًا لإقناع والده وشيوخ القرية ببراءة أخيه. الذي يبدو لهم غريبا.
لكن في مواجهة الأخلاق والنظام الراسخين. يحاول محمود فعل أي شيء، وعند الياس من حكماء الدشرة الذين ينتهي بهم الأمر بطرد شقيقه “كوكو” بعيدًا عن القرية. يقرر مساعدة أخيه على الفرار من القرية. وينتهي الفيلم بصور “كوكو” يمشي بخطوات سريعة على أنغام طاووس عمروش الحزينة.
اعتمد المخرج في سرده للحكاية على لازمتين الأولى جمالية اللقطات السينمائية الكبيرة الثابتة المتكررة ليبرز انفتاح المكان على الطبيعة الجميلة، الجبال، الخضرة، صوت الريح موسيقى الطبيعة الحية، كانت لحظات مفتوحة على التأمل، ويبدو أنه اختار منطقة بوزقن.
كما اعتمد التصوير من بعيد ويقترب رويدا من الحدث. ركز على حياة الدشرة اليومية، اشتغال المرأة وجمع الحطب وحركة الحيوانات التي يبقى سيدها بلا منازع “الحما”ر. مشاهد جميلة لعودة القطيع وقت الأصيل.
كما عمد إلى عملية جمالية غنائية جماعية كورالية لافتة، الطبيعة والدشرة والألوان الزاهية، وفوق ذلك موكب عرس لا تخطئه العيون. ووسط هذا الدكتور تتواصل قصة كوكو التي لم تكن كثيرا درامية.
وحمل الفيلم بعض الأفكار، التحرر، حب الجمال، الحياة بدون شعر وشاعرية هي حياة بيئة. حاول استنطاق الطبيعة وجمالياتها، والحث على التأمل.
الفيلم تحصل على جائزة الاستغلال التجاري لمهرجان السينما المتوسطية بفرنسا وجائزة الفيدرالية الإفريقية للنقد السينمائي في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس.
وعبرت وزيرة الثقافة عن سعادتها لحضور الفيلم الذي يكرم فيه الراحل شريف العقون وأشادت باحترافية العمل وبالفرقة الفنية والتقنية التي ساهمت في أن يتألق الفيلم في عدة محافل دولية.
وجددت وفاء عزم الوزارة بالمناسبة في أن تكون واقعية وداعمة للفعل السينمائي وتطوير الصناعة المتعلقة به. ودعت كل المؤسسات القطاعية التابعة للوزارة المرافقة للشباب المبدع ودعم مشاريعهم الرفع من القدرات الاحترافية لصناعة سينمائية متطورة في البلاد.
وثمنت كل الجهود التي بذلت والتي تنصب في خانة ترقية الثقافة الوطنية بكل أبعادها العربية والأمازيغية.
المخرج أحمد راشدي مستشار رئيس الجمهورية قال إن الفيلم هو درس في السينما، وهو مختلف عما رأيناه، وهذا النوع من الأفلام، الشخصية، يجعل من الواجب تشجيعها. ويعتقد أنّها أول مرة يرى اللامادي بهذا الشكل.
المنتج أحمد العقون قال: “عرض الفيلم يأتي تكريما لشريكه في المغامرة الفيلمية السينمائية -خاله الراحل شريف العقون، بالإضافة إلى الراحلين حسينة و أحسن خليل. لقد كانت مغامرة نقلنا من خلالها صفحات من الجزائر إلى الضفة الأخرى من المتوسط، متمنين بالحصول على الإعتراف، ومحبة الجمهور للفيلم، وتستمر المغامرة.”
المخرج عمر بلقاسمي: “لقد قلت كل شيء في الفيلم، فأنا أحسن الإخراج وليس الكلام، لقد كانت كتابة السيناريو متعبة لي للغاية، قمت بإعادة واستعادة رؤيتي لتلك المواقف، المشاهد، الظروف والحالات التي عايشتها في زمن المراهقة، وتنتابني اللحظة قشعريرة لدى استذكارها. وأيضا لدى إعادة مشاهدة الفيلم. هناك حالات مأساوية تراجيدية، لما يكون هناك الحلم لا تقبر الأحلام.
أما بخصوص المبدعين فهي تعبر عن رؤيته، الحكاية حقيقية أرتيسيمو ما عشته. لدي رؤية نظرة عاطفية، حاولت أن أكون وفيا قريبا من الواقع والحقيقة”.
الممثل محمد لفقير (محند): ” سعيد بالمشاركة في الفيلم الذي عرض بتونس في الأيام السينمائية لقرطاج بقاعة مكتظة بالجمهور ومع كونه عرض بالأمازيغية إلا أنه نال إعجاب الحضور. وكسيلة محفوظ (كوكو ) عبر عن كثير سروره للتعامل مع المخرج عمر بلقاسمي.
كتب السيناريو واخرج الفيلم عمر بلقاسمي، الصورة، يان سورين. مونتاج وميكساج، عيسى مولاي الموسيقى، طاوس عمروش، محمد الشيخ سيدي بيمول.
ويشار أنّ الفيلم سبق له التألق في محافل دولية، حيث قدم أول عرض دولي له في مهرجان “سيني ماد” 2021 بمدينة موبوليي الفرنسية أين تحصل على جائزة الاستغلال التجاري لمهرجان السينما المتوسطية بفرنسا، كما شارك في نفس السنة في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي بتونس داخل المنافسة متحصلا على جائزة النقد الإفريقي “Prix Paulin Vieyra” وتنويه خاص”FIPRESCI” جائزة النقد الدولية للمخرج ولمجموع الطاقم التقني والفني.
خليل عدّة