جدد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، الإعراب عن رفض الجزائر القاطع لتصريحات ماكرون، واصفا إياها بـ”الخطأ الجسيم”.
وعلى هامش الاجتماع الوزاري الثالث بين إيطاليا وإفريقيا في روما، في تصريح لوكالة الأناضول، أوضح لعمامرة ان تصريحات ماكرون الأخيرة: “مهما كان سبب المشكلة بين فرنسا والجزائر، لا أعتقد أنها ستؤثر على علاقاتنا مع الدول الشقيقة مثل تركيا”.
وقبل أيام، زعم الرئيس الفرنسي أنه “كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي” للجزائر، في إشارة لفترة التواجد العثماني (1515 -1830)، وهو ما أثار سخرية مغردين جزائريين وصفوا ماكرون بـ”الجاهل” بالتاريخ.
وأضاف لعمامرة أن الجزائر وفرنسا تمتلكان تاريخا طويلا وصعبا ومعقدا، وأن بلاده نجحت في التعامل مع هذا الوضع في كل وقت.
وشدد على أن الجزائر حافظت دوما على سمعتها وحقوقها وسيادتها أمام فرنسا وأي دولة أخرى.
وتابع: على جميع الدول الشريكة، وخاصة فرنسا، أن تفهم جيدا أن الجزائر لن تقدم أي تنازلات، ولن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية إطلاقا.
وبخصوص العلاقات مع تركيا، قال وزير الخارجية، إن تركيا لاعب دولي مهم جدا ونرتبط معها بـ”علاقات تاريخية عميقة”.
وأضاف أن الجزائر وتركيا تمتلكان علاقات تاريخية عميقة وروابط معنوية قوية، وتسعيان إلى تعزيز علاقاتهما المشتركة.
وتابع أن تركيا ساهمت بشكل مهم في عملية التنمية بالجزائر خلال السنوات الأخيرة، وأن بلاده تتطلع إلى المزيد من علاقات الشراكة والاستثمارات التركية خلال الأيام القادمة.
وأردف أن الجزائر تدعم إقامة علاقات شراكة نوعية مع تركيا، بحيث تشمل المجالات كافة، معربا عن تفاؤله بهذا الصدد.
وفيما يخص ليبيا، الجارة الشرقية للجزائر، قال لعمامرة إن الجزائر مستعدة لتقاسم خبراتها وتجاربها وإمكانياتها مع “الأشقاء الليبيين” لإجراء الانتخابات بشفافية وديمقراطية.
ومن المقرر أن تشهد ليبيا انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر المقبل، لكن ثمة خلافات حول قانون الانتخابات بين مجلس النواب من جهة والمجلس الرئاسي من جهة أخرى.
وحول الدور التركي في ليبيا، قال إن “تركيا بلا شك لاعب مهم للغاية، ولديها علاقات قوية مع ليبيا، ونأمل أن تقوم كافة الأطراف بمساعدة الليبيين على صياغة مستقبل مشترك دون التدخل في شؤونهم الداخلية”.
ولسنوات، عانى البلد الغني بالنفط، صراعا مسلحا، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت مليشيا خليفة حفتر، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا.
وتابع: “بعد هذه الأزمة العميقة، التي استمرت لأكثر من 10 سنوات، ندعو كافة الأطراف والقادة في ليبيا إلى اعتبار أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في تاريخهم، والجزائر بالتأكيد ستدعم هذا الأمر”.
وقال لعمامرة إن الجزائر لا ترغب في إدارة أي مشكلة مع شركائها الدوليين عبر وسائل الإعلام، وإنما من خلال الوسائل الدبلوماسية.
وأردف: “القواعد واضحة، في حال احترام سيادتنا واستقلالنا وحقوقنا المشروعة، فنحن على استعداد للتعاون مع هذا الشريك، وإلا فنحن مستعدون لمواجهة ذلك”.