تطرق الدكتور والباحث الموسيقي سليم دادة في العدد الثاني من برنامجه “من كنوزنا الموسيقية” الذي تبثه الإذاعة الجزائرية، إلى مختلف الأنماط الغنائية للنساء في قرى منطقة القبائل من بينها “ثيفوغارين”.
وقال سليم دادة في البرنامج الذي بثه على قناته على اليوتيوب: “ما سنتناوله اليوم هو من كتاب مهنّا محفوفي” الصادر عن المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلوم الإنسان والتاريخ” لسنة 2006.
وأضاف دادة: “الكتاب هو إعادة نشر لدكتورة أنجزها الباحث مهنّا محفوفي الذي خصص كل بحثه واهتمامه لغناء قرى منطقة القبائل”.
تابع قوله: “في القبائل غناء القرى هو مسؤولية النساء، في القرية يؤدى الغناء في مناسبات عدّة كالزواج والميلاد والوفاة، لعب الأطفال والحب، الحرب.. أنواع عديدة تغطي مجال البحث”.
ومن بين الأنماط الموسيقية والغنائية التي ورد طرحها في البرنامج من خلال أطروحة وكتاب مهنّا محفوفي “أحيحة” وهي الاعتراف بالحب وهي في العادة قصيدة تتغنى بالحب والعشق وتسمى “ثايري”.وفق دادة.
وبحسب دادة” في “أحيحة” هناك النبض الإيقاع الذي يتماشى وطقوس فلاحية ترتبط بالييئة والأرض مثل الحصاد ورعي الأغنام، وعادة ما يكون الغناء فرديا دون مرافقة للآلات، والكثير من هذه الأغاني تعتمد قصائد كبار الشعر القبائلي”.
كما ذكر دادة “أسرقص” –ووفق شرحه- هو نوع غائي تقدمه الأم أو الجدة بمنطقة القبائل، للرضيع حتى تعينه وتساعده في الوقوف على قدميه. أمّا “إيزوزن” فهي مهدهدة الرضيع وهي الأغنية التي تعينه أو تحرك الرضيع في مهده لينام.
وأشار الباحث إلى “أغاني الزواج بمنطقة القبائل عديدة وتختلف من قرية لأخرى وترافق كل مرحلة من مراحل الزواج ومن بينها “أكر إيغزلي” وهي أغاني العروس، وترافقها في وضع الحنّاء، وعند الخروج من الحمّام وعند التجهيز للحفل، هناك أغاني خاصة بتلبيس العروس.
ولفت في معرض حديثه عن الأنماط الغنائية إلى غناء “أشويق” وقال: “هو عبارة عن نمط غنائي حر فردي، تقدمه نساء القرى وتحكي عبره من الكثير من الشجن ومعاناة الأمهات من غربة أولادهن”.
وأورد المتحدث أمثلة من الأغاني لهذا النمط مثل أغنية نّا شريفة (وردية بوشملال) “تيلا ناخام”، “زهوة” للطاوس عمروش و”العمارية” للراحلة نّا شريفة.
وأوضح أنّ “النساء القبائليات شاركن في زرع روح الثورة والمقاومة لدى الرضع خلال الثورة التحريرية من خلال “أشويق” والقصائد لدعم المجاهدين ضد العدو”.
حسان مرابط
